- 2010/09/17
- ثقافة وفنون
- الزيارات: 3٬113
- التعليقات: 2
وقل اقرأ
إن ولادة الإنسان الإنساني، يتطلب قراءة في كتاب، والتأمل في ما قصته يد الفلاسفة والمفكرين، الذين ناموا نومة هنيئة مطمئنة، وكيف لا وهم تركوا ثروة لا تفنى، باقية ما بقى هذا الإنسان على وجه الأرض، يمشون مشي الأطفال، بلا رشد، ولا عقل يذكر، تائهين بين دروب الشهوات.
يتسائل الأغبياء عن تعاستهم في الدنيا، ويلومون المال الذي لم يكن من نصيبهم، وينسون الكتاب الذي أغنى الفقراء، وغذى الجياع، وأعاد الأرواح إلى أجسامها بعد أن غادرتها، وصدق الصادق حين أصدق بقوله:
تعلم العلم وكن أميرا * ولا تكن جاهلا وترعى الحمير
قد مررت على دار كانت ظلماء، بعد إن أهديتها كتاب،أنار النور من تحت الخيام، فنام الجهلاء، وقام العقلاء من نومهم، بعد أن جاءهم البيان على ظهر كتاب يسعى، بأن اقرأ يا نائم القلب، فبالقراءة تنام نوم الملك في قصره، وأنت في كوخك تعيس شقي قبل القراءة.
إن عقل الإنسان لا يستوعب كل الأشياء التي يراها من حوله، إلا بعد قراءة الشيء الذي انبهر عند رؤيته، فالإنسان القديم عند اكتشاف لنار، عبدها وجعل لها معبدا حتى لا يفقدها، وتخيلوا معي لو أنه قرأ كتابا عن كيف توقد النار؟ لما صادف هذا التعب.
إن بعض الناس لا تجد في بيتهم إلا كتابا واحدا هو القرآن الكريم، ليس من أجل القراءة بل للتظاهر بأنهم أناس مؤمنون صالحون، أو عند أداء القسم، وهذا لا يخفى على عامة الشعب، وعندما تنظر إلى بيتهم تجده بلا روح يتأنى بصوت لا يسمع.
لماذا القراءة؟ بكل بساطة لأنها هي التي تكون لنا ذلك الإنسان الإنساني، الذي سجدت له الملائكة جمعاء، ومنحه الخالق العقل، ليحدد “النسل” على غرار الحيوان، وكذلك فإن القراءة زيادة في عمر الإنسان كما دكر عن عباس محمود العقاد أن القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعمارا أخرى، هي أعمار الكتاب.
إننا إن لم نهتف عن القراءة، من أجل ترسيخ هذه الكلمة التي أخرجت قبائل من ظلمات الذل والعار، إلى النور الذي لا ينطفئ، نفقد الحق في العيش على هذا الكوكب، وسنضطر للمغادرة باتسامة مرسومة على الوجوه، لكوننا لا ندري لماذا نحن ذاهبون وإلى أين نحن متجهون؟
ومن لم يذق مر التعلم ساعة * تجرع ذل الجهل طول حياته.
وإن كنت في أمرغير هذا، ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا، فبلغ فإن البلاغ واجب.
التعليقات: 2
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
إقرأ كانت هي الفيصل بين عصور الصنمية والاستعباد، وبين عصر الانعتاق والحرية
إقرأ كانت محوا لظلمات الجهل والتخلف والانحطاط، ودخولا إلى عهود التقدم والرقي والازدهار
إقرأ كانت ولاتزال هي الفيصل بين أمم الكرامة والعزة، وأمم الذل والمهانة
إقرا كانت ولا تزال :”إقرأ وربك الأكرم”
عيني قلبك على هذا الموضوع
مميز أكثر من الإبداع بحد ذاته