- 2011/03/31
- ثقافة وفنون
- الزيارات: 26٬590
- التعليقات: 6
التسمم الرصاصي والإمبراطورية الرومانية
تقول الأساطير أن قبائل الغاليين قد استولت على روما وحاصرت قلعتها الكابيتول. وذات ليلة، أخذوا يتسلقون جدران القلعة دون أن يحدثوا أي صوت، ولكن طيور الوز المقدسة طفقت توقوق وأيقظت الرومانيين، ومرّ كل شيء بسلام في هذه المرة، لكن الإمبراطورية الرومانية المقدسة سقطت بعد ذلك!
يعد سقوط الإمبراطورية الرومانية حدثا محوريا كبيرا، ومن الأهمية بمكان لدارسي تاريخ العصور الوسطى، لذا فقد خصص المؤرخ البريطاني إدوار جيبون (1737- 1794) Edward Gibbon كتابا من ستة أجزاء بعنوان: “اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها”،(1) وهو من أهم وأعظم المراجع في موضوعه، حيث أرجع جيبون سقوط روما إلى هجمات البرابرة وانتشار المسيحية. وقد اختلف المؤرخون في تفسير سقوط الإمبراطورية الرومانية سنة 476م على يد الجرمان، لأسباب اقتصادية واجتماعية ودينية وأخلاقية… وغيرها، إلا أن فريقا من الباحثين يرى أن معدن الرصاص هو أحد الأسباب الضالعة في سقوط الإمبراطورية الرومانية.(2)
الرصاص استخدمه البابليون والآشوريون في البناء، وصنع الصينيون منه النقود قبل 4000 سنة وكذلك اليونانيون والرومانيون، واستخدم المحاربون القدامى كرات الرصاص كطلقات.(3) وقد استخدم الرصاص في عهد الفراعنة للحصول على اللون الأبيض في الرسم والزخرفة، وهو من أول الألوان التي عثر عليها الإنسان، فكانوا يملأون الجرار المصنوعة من الرصاص (بالخل) الحامض القوام، ويضعون الجرار تحت كومة من مخلفات البقر، وكانت المصدر الوحيد لدى القدامى للحصول على الحرارة، فيتحلل الرصاص إلى مسحوق أبيض يستخدمونه كمادة مهمة في الأصباغ البيضاء التي يستخدمها الفنانون في رسومهم لأنها تقاوم الزمن.(4)
إلا أن علاقة الرومان القدماء بالرصاص كانت كبيرة وبشكل مستمر، فقد استخدموا الرصاص لصنع أنابيب المياه وأواني الطبخ، وخزانات المياه وأوعية التخزين، ومواد التجميل، والنقود والأصباغ، والألعاب، والتماثيل، والتوابيت، وفي طلي الحمامات، وكجزء من عملية الحفظ، وكمحسن نكهة، حتى الأكواب المستخدمة في الطقوس الدينية المسيحية – في تلك الحقبة – كانت مصنوعة من الرصاص أو البرونز الذي يحتوي على الرصاص،(5) كما أن النبيذ كان ملوثا بالرصاص من ما يصل إلى أربعة عشرة مصدر خلال إعداده.(6)
لقد ارتبطت اللامبالاة والشراهة بانهيار الإمبراطورية الرومانية، ومن المحتمل أن يكون وجود الرصاص في الطعام والماء والنبيذ قد تسبب في هذه الحالة من اللامبالاة. فقد لاحظ مُسونيوس Musonius -كاتب روماني عاش في القرن الأول الميلادي- أن طبقة السّادة كانت أضعف صحياً وأقل قدرة على تحمل العمل من طبقة الخدم، والذين نشأوا في الريف أقوى من هؤلاء الذين نشأوا في المدينة، والذين يأكلون الطعام العادي كانوا أكثر حظاً في العيش لفترة أطول، كما كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المرتبطة بالتسمم بالرصاص.(7) لقد تركت لنا السجلات إشارات عن “النقرس” و”المغص” و”التشنجات” مما يدعم فرضيات التسمم المزمن بالرصاص في الإمبراطورية الرومانية، لأنها بمثابة الأعراض المرضية الناتجة عن تعرض الجسم للرصاص.(8)
لقد كان للطبقة الغنية النصيب الأكبر في التسمم بالرصاص لأنها كانت تحصل على هذا التلوث من مصادر عدة؛ فقد كانوا يستعملون أوعية الطبخ من الرصاص لأنها تعطي مذاقاً حلواً وذلك بسبب تكون أسيتات الرصاص التي تسمى سكر الرصاص.(9) كما أن وجود الماء في الأنابيب المصنوعة من الرصاص والتي استخدمت على نطاق واسع في المدن الرئيسية بالإمبراطورية، أدى مع الوقت إلى حدوث عملية ترشيح لمادة الرصاص من الأنابيب، ولأن الأغنياء في روما سيطروا على معظم منافذ المياه العامة، فكانوا أول من ينعمون بالماء في الصباح قبل الآخرين، ذلك الماء الذي ظل طوال الليل يمتص الرصاص. لقد أدى التسمم المزمن إلى تدمير الأرستقراطية الرومانية،(10) وبالتالي خلق حالة من ندرة الإدارة الجيدة.
لقد توفيت العائلات القديمة الارستقراطية ليحل محلها آخرون عانوا من نفس المصير، لذلك استنتج نرياجو Nriagu -بروفيسور البيئة الأمريكي- أن التلوث الناجم عن الرصاص كان سببًا رئيسيًا لانهيار الإمبراطورية الرومانية.(11) وقد نشر هذا الرأي سنة 1983م في مجلة الطب البريطانية الجديدة New England Journal of Medicine. وقد أكد هذا الرأي في كتاب صدر له نفس العام تحت عنوان (Lead And Lead Poisoning In Antiquity) (12) بعد أن أجرى دراسة على رفات العديد من الرومانيين القدامى، عُثِرَ عليها أثناء الحفريات الأثرية، وقد أَثبت التحليل أنها تحوي كمية كبيرة من الرصاص. إلا أن سكاربورو جون John Scarborough –صيدلي ذو فكر كلاسيكي- استعرض هذه الأدلة وتهكم عليها، ورأى أن السلطات القديمة كانت على علم بشأن التسمم بالرصاص، إلا أنه لم يكن مستوطنا في الإمبراطورية الرومانية ولم يتسبب في سقوطها.(13)
الواقع أن روما تقع على تربة جيرية رسوبية تؤدي إلى تكتل كميات من كربونات الكالسيوم فوق الأنابيب، لذا كان لابد أن تكون هذه الأنابيب معزولة ومحمية ضد التآكل، فكان الرصاص مادة مثالية لإنتاج أنابيب المياه نظراً لتوفره، وبساطة تشكيله (صهره) بقليل من الحرارة، وسهولة تركيبه، فاستخدم الرومان هذا النوع من الأنابيب على نطاق واسع.(14) يذكر فرونتينيوس Frontinus أن الترسبات أدت إلى تقلص عرض قنوات المياه في روما، إلا أن المياه تدفقت في المواسير المصنوعة من الرصاص بشكل مستمر.(15) غير أن هذا النوع من الأنابيب لم يكن الوحيد، فيذكر فيتريفيوس Vitruvius، الذي عاش في عهد أوجستس Augustus، أن الرومان عرفوا خطر الرصاص وبالتالي، كانوا يفضلون الطين في صناعة الأنابيب. حيث لاحظ الكاتب الروماني كوليميلا Columella فائدة الأنابيب الفخارية “فبعد هطول الأمطار في كل مناسبة تكون هذه المياه أكثر فائدة لصحة الجسم، وتعتبر جيدة بدرجة غير عادية إذا كان نقلها من خلال الأنابيب الأرضية إلى صهريج مغطى”.(16)
إلا أنه هناك أكثر من سبب محتمل للتسمم الرصاصي غير الأنابيب المصنوعة من الرصاص، فالنبيذ كان أهم مصدر تعرضت من خلاله الطبقة الثرية للرصاص،(17) فعصير العنب غير المختمر كان يجب أن يُغلى لتركيز السكر، والأواني كانت من الرصاص، حتى أن بليني Pliny أوصى بإعداد النبيذ في أوعية من الرصاص.(18) وقد طرح جيلفيلان S. Columba Gilfillan في عام 1965م نظرية عن “الاضمحلال الروماني بسب السموم”.(19) فقد عانت روما القديمة من مشكلة تلف الأطعمة، وقد اكتشف الخمارون أن طعم النبيذ يكون أفضل، كما أنه يكون صالحا للشراب لفترة أطول إذا تم خلطه وتركيزه مع شراب العنب الذي يطلق عليه سابا “Sapa”. وكان أفضل أنواع السابا هو النوع المغلي في الأواني المصنوعة من الرصاص، مما يسمح بتشبع الرصاص في الشراب. وعند خلط النوع الجيد من السابا مع النبيذ فإن مذاقه يصبح حلو الطعم، وأيضاً مسمم بالجراثيم الدقيقة التي تسبب التخمر. وقد استخدمت السابا أيضًا في المشروبات، والفواكه، والعسل، وكمادة حافظة للطعام.(20)
ويقدر جوزيف ايسينجر Josef Eisinger أن الرومان كانوا يستهلكون لترا من النبيذ يوميًا، وهو ما يستوعب حوالي 20 مليجراما من الرصاص، وهذه الكمية -في رأيه- أكثر من كافية للإصابة بالتسمم الرصاصي المزمن.(21) غير أن سكاربورو Scarborough أوضح أن المرء يحتاج إلى قراءة النصوص بعناية، فقد استخدم الرومان أيضاً القدور البرونزية والنحاسية، وإذا كان النحاس والبرونز مشتبه فيهم كذلك، فإن مدة الغليان القصيرة لن تلوث العصير.(22)
كما افترض نرياجو Nriagu أن الطبقة الأرستقراطية في روما كانت تستهلك لترين من النبيذ في اليوم (ما يقرب من ثلاث زجاجات)، وهذا يجعل مدمني الكحول أكثر عرضه “للتسمم الرصاصي”، فارتفاع معدل مستويات الرصاص في الدم مع الوقت له عواقب فيزيولوجية خطيرة(23)، من تلف الدماغ والكلى، وفقر الدم، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية، وضعف النمو العقلي للأطفال ونقص معدلات الذكاء لديهم مع صعوبة في التركيز بسبب مستويات الرصاص لدى الأم. بالإضافة إلى عدم اتزان الفكر، وفتور الشعور، واللامبالاة. الحق أن عددا كبيرا من الأرستقراطيين الرومان تناولوا كميات كبيرة من الرصاص كل يوم مع الأطعمة والمشروبات، لذا أصر جيلفيلان Gilfillan على أن “التسمم بالرصاص” يجب أن يؤخذ في الحسبان لتأثيره الكبير في تخريب الثقافة الرومانية، والتقدم، والعبقرية.(24)
وبالإضافة إلى النبيذ والمياه المنقولة عبر أنابيب الرصاص، فإن الأطعمة الطيبة و”الصلصات” المعدة على أيدي النهمون، من المرجح أنها كانت المصدر الرئيسي لتناول الرصاص من قبل الأرستقراطية الرومانية.(25) غير أن النظام الغذائي للفقراء لم يكن مسمومًا بهذه الدرجة السيئة، فعلى الرغم من أنهم كانوا يشربون من نفس خط الأنابيب (26)، إلا أن هذه الطبقة افتقرت إلى الكماليات من مستحضرات التجميل والمشروبات والفواكه والعسل والأطعمة المحفوظة. لكن الماء كان مشبعاًَ بغاز ثنائي أكسيد الكربون، وهذا الغاز يتفاعل مع الرصاص الذي يذوب جيداً في الماء، فيدخل إلى الجسم ويبقى فيه، حيث يحل تدريجياً محل الكالسيوم، الذي يدخل في تركيب العظام، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إصابة الجسم بأمراض مزمنة.(27)
وهكذا، كان الشعب الروماني يموت ببطء، والإمبراطورية تضمحل تدريجيًا، فقد أصاب التسمم الكثير من الأباطرة والقادة والنبلاء فسبب لهم أمراضا عقلية وجسدية خطيرة، فكان هذا التسمم باعثًا على كثير من قراراتهم العشوائية، وتصرفاتهم الحمقاء(28)، وعاملاً من عوامل تدهور الإمبراطورية الرومانية وسقوطها، بسبب تلوث البيئة.(29)
__________________________________________________
المراجع:
(1) The History of the Decline and Fall of the Roman Empire (vol. I, 1776; vols. II, III, 1781; vols. IV, V,VI, 1788–1789). all London: Strahan & Cadell.
(2) See: “Lead Poisoning in the Ancient World” (1973) by H. A. Waldron, Medical History, 17, 391-399; “Lead Poisoning and the Decline of the Roman Aristocracy” (1985) by Lionel and Diane Needleman, Classical Views, 4(1), 63-94; “Hippocrates and Lead” (1973) by H. A. Waldron, in The Lancet, 2(7829), 626; “Lead Poisoning in the Ancient World” (1973) by H. A. Waldron, in Medical History, 17, 391-399.
(3 ) لا نزال نسمي الطلقات النارية بالرصاصات حتى اليوم على الرغم من أنها مصنوعة من النحاس.
(4 ) توما شماني، “الرصاص عبر التاريخ وحتى اليوم”.- موقع عنكاوا/ المنبر السياسي.- متاح بتاريخ 15 مارس 2011 على الرابط: http://www.ankawa.com
(5) “Rome & Lead Connection”/ Lead information.- College of Agriculture.- available in 22 March 2011 at: http://ces3.ca.uky.edu/energy/lead/rome_lead.htm.
(6) Dan Montgomery, ” Lead, Fluoride, the Roman Empire and the Decline of Academic Achievement in the United States “.-Fluoride Issues.- available in 1st November 1997 at: http://sonic.net/kryptox/environ/lead/romans.htm
(7) Dan Montgomery, ” Lead, Fluoride, the Roman Empire and the Decline of Academic Achievement in the United States “.- Fluoride Issues.- available in 1st November 1997 at: http://sonic.net/kryptox/environ/lead/romans.htm
(8) “Lead And The Decline In Roman Empire”.- Digital Term Papers.- available in 30 March 2011 at: http://www.digitaltermpapers.com/b1617.htm
(9) مجموعة أطباء شبكة اللجان الطبية، “التسمم بالرصاص” – شبكة اللجان الطبية/ المركز التخصصي للاستشارات الطبية/ البحرين – متاح بتاريخ 20 مارس 2011 على الرابط: www.medicalcom.net
(10) “Emperors, Aristocrats, and the Grim Reaper: Towards a Demographic Profile of the Roman Elite” (1999) by Walter Scheidel, The Classical Quarterly, 49(1), 254-281.
(11) Jerome O. Nriagu, Lead and Lead Poisoning in Antiquity (New York: John Wiley & Sons, 1983), pp. 309- 415; “Saturnine Gout Among Roman Aristocrats: Did Lead Poisoning Contribute to the Fall of the Empire?” (1983) by Jerome O. Nriagu, New England Journal of Medicine, 308, 660-663.
(12) Lead And Lead Poisoning In Antiquity, by J.O. Nriagu. Wiley & Sons, New York, 1983. 437 pp
(13) “The Myth of Lead Poisoning Among the Romans: An Essay Review” (1984) by John Scarborough, Journal of the History of Medicine, 39, 469-475.
(14) “Vitruvius, Lead Pipes and Lead Poisoning” (1981) by A. Treavor Hodge, American Journal of Archaeology, 85, 486-491.
(15) Bruun, Christer, The Water Supply of Ancient Rome: A Study of Roman Imperial Administration. The Finnish Society of Sciences and Letters, Helsinki; Frontinus, Sextus Julius (trans. Charles Bennett), 1961, Stratagems and the Aqueducts of Rome, Harvard University Press, Cambridge, Massachusetts.1991
(16) Lucius Junius Moderatus Columella: On Agriculture (1954) translated by E. S. Forster and Edward H. Heffner (Loeb Classical Library).
(17) “Rome & Lead Connection”/ Lead information.- College of Agriculture.- available in 22 March 2011 at: http://ces3.ca.uky.edu/energy/lead/rome_lead.htm.
(18) Pliny: Natural History (1945) translated by H. Rackham (Loeb Classical Library).
(19) “Lead Poisoning and the Fall of Rome” (1965) by S. C. Gilfillan, Journal of Occupational Medicine, 7, 53-60.
(20) “Environmental Health News”.- Department of Environmental Health – School of Public Health and Community Medicine.- USA: University of Washington, Spring – Summer, 2001. (ISSN Number 0029-7925)
(21) “Lead and Wine: Eberhard Gockel and the Colica Pictonum” (1982) by Josef Eisinger, Medical History, 26, 279-302.
(22) “The Myth of Lead Poisoning Among the Romans: An Essay Review” (1984) by John Scarborough, Journal of the History of Medicine, 39, 469-475
(23) عمر فوزي نجاري، “التسمم الناجم عن تلوث البيئة بالرصاص”.- طبيب الويب.- متاح بتاريخ 9 مارس 2011 على الرابط: http://www.tabib-web.eu/article_details.php?thesid=2443&catid=98
(24) “Lead Poisoning and the Fall of Rome” (1965) by S. C. Gilfillan, Journal of Occupational Medicine: February 1965, Volume 7, Issue 2.-ppg 53-60.
(25) “Lead Poisoning and Rome”.- Encyclopaedia Romana: Rome, The home of empire and of all perfection / Essays on the History and Culture of Rome.- available in 13 Jan 2011 at: http://penelope.uchicago.edu/~grout/encyclopaedia_romana/index.html
(26) أنشئ أول خط أنابيب ذي أهمية تاريخية كجزء من نظام توزيع المياه في روما القديمة. وكان طوله يزيد على 612كم، ومن المحتمل أنه كان ينقل نحو 1,200,000,000 لتر من الماء يوميًا. وقد بُني خط الأنابيب هذا بطريقة تسمح لقوة الجاذبية بنقل الماء في نظام التوزيع.
الموسوعة العربية العالمية.– المكتبة الشاملة.- متاح بتاريخ 28 فبراير 2011 على الرابط: http://sh.rewayat2.com/public/Web/5475/078.htm
(27) “Lead in Ancient Human Bones and Its Relevance to Historical Developments of Social Problems with Lead” (1987) by C. C. Patterson, H. Shirahata, and J. E. Ericson, Science of the Total Environment, 61, 167-200.
(28) فعلى سبيل المثال؛ نيرون (27 ق.م – 68م) آخر أباطرة الرومان من الأسرة اليوليوكلودية، وصاحب جريمة حريق روما (64م) حيث راوده خياله أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع في أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشر، وبينما كانت النيران تتصاعد، والأجساد تحترق، وصراخ الضحايا يعلو وسط المدينة؛ كان نيرون جالسًا في برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذي خلب لبه وبيده آلة الطرب يغني ويطرب بمشاهد الدمار والخراب والموت الفظيع.
علي الحمادي، مقال بعنوان “الرصاص المصبوب بنكهة ليبية”.- جريدة المدينة.- السعودية، متاح بتاريخ 9 مارس 2011 على الرابط: http://www.al-madina.com/node/290903
(29) نادر رياض، “الإهمال البيئي وانهيار الإمبراطوريات”.- جريدة العالم اليوم.- العدد 5609/ الخميس 28 مايو 2009. ص. 13.
التعليقات: 6
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
رائعة
هل ما عانى منه أثرياء روما قديما هو نفسه ما يعاني منه فقراء العالم النامي، أو العالم الثالث عشر بتعبير الكاتب الساخر بلال فضل
الأستاذ / وليد سليمان، تحية طيبة وشاكر ومقدر تعليقكم.
الأستاذ/ جمال اشطيبة، تحية إلى شخصكم الكريم، وهو شرف إطلاعكم على المقال، وأعتقد أن فقراء العالم الثالث عشر يعانون أكثر من الرومان القدماء، فمصادر التلوث أصبحث أكثر عددًا وأكثر خطورة.
على ذكر دول العالم الثالث(عشر) ونحن نعرف من هي، وكذلك بالنسبة لدول العالم الأول
فمن هي دول العالم الثاني؟؟
هذه في الحقيقة مسكوت عنها، والأغلبية الساحقة لا تعرف من هي؟
لكن فنانا جزائريا فك اللغز وسلط الضوء على هذه الطبقة المنسية في التصنيف المعروف
ونتيجة لذلك تكون الحيوانات الأليفة هي صاحبة طبقة العالم الثاني
أكتر من رائعه ، منغمسه بالجمال المتوج بالأسلوب الرائع والسهل والشيق, ….، وبرغم مرور الزمن فالتسمم مازال موجود وربما اصبح أشد شراسه، فأخطر مصدر من مصادر التلوث في التي يتفنن أصحاب العقول الفاسده في أبتكار أساليبها
مع تمنياتي للكاتب المزيد من التفوق
هناك عوامل اخرى تضافرة لسقوط الامبراطوري منهااقتصادي وسياسي واجتماعي وديني وفكري ايضا