- 2010/09/12
- ثقافة وفنون
- الزيارات: 3٬166
- التعليقات: 3
علامات
قامت قناة فور شباب بإجراء حوار مع المفكر المغربي الكبير الأستاذ المقرئ الإدريسي أبو زيد، تنَقَّل به مقدم برنامج علامات الأستاذ أبوهيبة على مدى ثلاث حلقات؛ من الطفولة في مدينتي مراكش والجديدة، وأجواء الأسرة، مرورا بالدراسة الجامعية بالرباط، إلى التدريس بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في حديث شيق أرجعني عشر سنوات إلى الوراء حينما كان يحضر الأستاذ المقرئ الإدريسي إلى مدينة فاس ويحاضر في مدرجات كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية، وكان المدرج يمتلئ عن آخره، ويقف الطلبة والطالبات في جنباته و في آخره، بل في كل زاوية وركن منه، إلى درجة أننا كنا نحضر الطاولات والكراسي من المدرجات الآخرى، ونستعين بالشاشة لنقل المحاضرة إلى الطلبة الواقفين خارج المدرج والذين لم يجدوا مكانا لهم داخله.
والحق أني لم أَرَ رجلا رُزق من الفصاحة والبلاغة وحب الناس له، مثل ما حظي به هذا الرجل، والحقيقة الثانية، وهي حقيقة مرة، مفادها أن في المغرب عظماء، ولكنهم يعيشون مغمورين تقريبا، ويموتون دون أن يستفيد من علمهم إلا القليل.
وأنا أتعجب لوسائل الإعلام، هذه التي اشتغلت بتوافه الأمور وسفاسفها، وأنا لا أقصد قنوات الرقص والخسف والمسخ، وإنما أعني بذلك القنوات التي تزعم أنها تهدف الإصلاح والتغيير، والنهضة بالأمة، كيف لا يخصص لمثل هذا العَلم الفذ برنامجا ولو شهريا لنقد العقل العربي والعقل المسلم الغارق في أتون الجهل والتخلف والانحطاط على جميع المستويات والأصعدة، والأدهى والأمر هو أن يٌمَكَّن لمن يعمق هذا الخلل حتى في القنوات المسماة دينية أو إسلامية.
لقد استطاع علماونا ومفكرونا في المغرب وضع أسس علمية منهجية للعقل بما لديهم من إلمام بمختلف العلوم النقلية والعقلية، بما يمكن الشباب المغربي من التفكير السليم.
ولكن أثرهم للأسف ضئيل، نظرا لما أصاب وسائل إعلامنا من عمى الألوان، فلا ترى إلا ما يحلو لها، ناهيك عن تلك التي مثل الكوز مجخيا، لاتعرف معروفا ولا تنكر منكرا.
هل علينا أن ننتظر برنامج في قناة فور شباب لنتعرف على مفكر من مفكرينا؟ أم هل ننتظر عزرائيل حتى يقبض روح فريد الأنصاري حتى نعرف مفهوم الوحي، ومفهوم من القرآن إلى العمران ونتذوق جمالية الدين وحلاوة الصلاة…؟؟!!
أم هل ننتظر حتى يكرم الدكتور أحمد الريسوني من طرف مجمع الفقه الإسلامي لكي نعرف أن لدينا أكبر خبير في فهم مقاصد الشريعة الإسلامية على مستوى العالم كله ؟؟!!!
هل يجب أن تُدَرَس كتب هؤلاء في أمريكا، وماليزيا، وفي الغرب والشرق، ونحرم نحن من علومهم وفكرهم؟؟
ما هي القدوات التي سنقدمها لشبابنا عوض ذلك؟ وماهي العلامات والمنارات التي ستضيء طريقنا إن نحن فرطنا في أمثال هؤلاء؟
هل الناس كما يقول أساتذتي مالك وجودت وخالص تتعلم بالمعاناة؟
هل يجب على الشباب أن يتيه ويضل، ويذهب يمينا ويسارا، ويرتكب المنكرات ويقع في المحظورات، ويعمل التفجيرات حتى نستفيق و نرجع إلى الطريق؟؟!!
هل الإنسان مكتوب عليه الحسرة والندامة طوال حياته؟
هل يرى البعض أمثال هؤلاء مجرد سحرة ومجانين؟
كيف تتكون العقلية الدوغمائية التي تؤمن بالفكرة ونقيضها في الوقت ذاته، وفي اللحظة نفسها؟
هل أصبحت وسائل الإعلام مثل سحرة فرعون، يصنعون السحر ويصدقونه؟
هل نحتاج إلى موسى جديد، كي يكتشف أرباب هذه التماثيل زيف صنعهم، فيسلموا لله رب العالمين؟؟!!
التعليقات: 3
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
صدقة أساتذي على الكلمات التي أهذيتها لنائمين على جنوبهم، فقد أصبحنا نتمنى الموت لهم، حتى نسمع عنهم، ونقرأ لهم، فخير ما فعلت يد الموت، وخير ما حملت من الارواح الطاهرة.
وتبقى الأسئلة مطروحة إلى أجل مسمى.
شكراً لعرضك الشيق لهذا العالم المجتهد الادريسي وقد لفت نظري بحضوره ايضاً بقناة دليل والحقيقه انني لم اتعمق في طرحه ولكن سأفعل بإذن الله بعد هذا الجمال الذي ذكرت .
وددت ان اعلق ايضاً على نقطة وسائل الإعلام اوافقك وسائل الإعلام حتى الإسلاميه منها تعالج مشاكل الامه بسطحيه ممله ومنفره والاخرى تأخذ الأمه الى قاع الإنحراف والضياع ولا وسط بينهما . وانا اقول انه يجب على المفكرين امثال من ذكرت وغيرهم كثير في بلادنا العربيه الغاليه ان يوجدوا لأنفسهم اماكن وان يتواجدو على الاقل في الاعلام الجديد وينشرون افكارهم وانتاجاتهم والا كيف نستطيع ان نعرفهم اذا لم يصل الاعلام لهم ولم يساعدو انفسهم على حجز مكان وسط زحمة الغث والسمين – واتحدث عن الكثير ين ممن شغله البحث والتأليف عن الحضور في الساحه – وقنوات التواصل الان وبحمدالله اصبحت متعدده والطرق كثيره ولكن تحتاج الى تواصل ونشر ومتابعه ..بارك الله فيكم على الطرح الراقي
مرحبا بالمبدعة الأستاذة تسنيم، يسعدني ما قلت، و يشرفني أن أعرف بهذا المفكر الكبير، دمت بخير