الجودة في التعليم فقط

بالأمس نزلت إلى الشارع وأنا ألوك في فمي ثلة من “مصادر” اللغة العربية من قبيل “الواضح و المنير و المسار…” حتى لا تختلط علي وأنا في طريقي إلى المكتبة الرئيسية لأقتني رزمة من الكتب الثقيلة بأسمائها الطويلة لأختي الصغيرة .

ولما وصلت إلى المكتبة اختلطت علي الأمور و فعلت كلمات “المصدر” ما شاءت في مخيلتي، فتهت بين “المفيد في الرياضيات ” و “الواضح” فيها، و بين “الجديد في ال اجتماعيات” و “المسار” فيها …فقررت أن أمثل دور الأخطبوط “بول” في اقتنائها، لكن توفيقي لم يكن مثل توفيق “بول” في نهائيات كاس العالم، لأن رزمة الكتب التي فحصناها في البيت كانت كلها خاطئة،فأختي الصغيرة تريد “المنير في الفيزياء” و ليس “الواضح” فيها، و لا ترغب في “الجديد في الإجتماعيات” بل في الموسيقى فقط، وأكيد أنها لن تقبل بغير ” في رحاب التربية التشكيلية” كما طلبوا منها في المدرسة،  و أنا في رحاب دارنا جالس القرفصاء أنظر إلى تلك الكتب المزركشة بتسمياتها المختلفة و كأنها مجلات أسبوعية تضع عناوينها بارزة في الغلاف بصور براقة لشد الإنتباه ..

أرغمني ذلك على معاودة الذهاب إلى المكتبة لاستبدالها ، وعديدة هي الأسئلة التي تنط في مخيلتي دون أن أجد لها جوابا.. كنت أحاول أن أطرح فرضيات لمغزى ما طرحته الوزارة من تنويع الكتاب الواحد بين “المنير و الواضح..و الواحة..و غيرها” ،دون أدنى اعتبار للجهوية أو ما شابه، بل تجد مدرستان متجاورتان إحداهما تنفرد بتوليفة خ اصة من الكتب و تأبى الثانية إلا أن تخرج تجريدة أخرى مخالفة –في ظاهرها على الأقل- لما اعتمدته المدرسة الأخرى، و لربما استغرق البحث عن أحد المقررات شهورا قبل الإهتداء إليه في مكان سحيق ..فبعض الكتب قليلة بل و منها النادرة أحيانا، مثل ما هو معروف هده الأيام عن “المفيد في الفيزياء و الكيمياء” للجدع المشترك العلمي بأكادير ..

قد يخيل إليك و أنت ترى كتابين من كتب الرياضيات أولهما “واضح” و الثاني “جديد” بين يدي تلميذين من نفس المستوى أن صاحب “الجديد” لابد أن يقرا عن غزو الفضاء إستنادا لما يظهر في صورة الكتاب، و قد تظن أيضا أن الثاني لن يبرح الأعداد الصحيحة الطبيعية على أقصى تقدير طالما أن غلاف كتابه رمادي بذيء لا تشوبه سوى أرقام منفرة، لكن سرعان ما تقلب صفحة الغلاف حتى تجد الكتابين معا وكأنهما نسختان طبق الأصل، حينها يتضح لك بان الفرق يكمن فقط في الغلاف، و في “المصادر” …

فلماذا كل هدا إذن؟؟ و لماذا تصر الوزارة المعنية على التمادي في أشياء قد تبين لها أنها ليست صالحة. ؟؟

نبذة عن:

ادريس ورزكن

ادريس ورزكن: من مواليد اكتوبر 1987 بعمالة طاطا جنوب المغرب. طالب بالسنة الثالثة بجامعة ابن زهر و متدرب بشعبة الالكتروميكانيك - اكادير . هوايتي المطالعة وكرة القدم.

عدد المقالات المنشورة: 18.

تابع جديد ادريس ورزكن: الخلاصات

تعليق واحد

  • خالد زريولي
    بقلم خالد زريولي بتاريخ 16 أكتوبر, 2010, 0:34

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
    لعلي من المنتقدين بشدة لسياسة التعليم في المغرب لكني أحيانا أقف إلى صف الجهات المسؤولة أحيانا قليلة عندما يكون ذلك واجبا..
    لقد حاولت أخي الكريم أن تصور تجربتك المتعبة على أنها من معاناة الناس مع تعدد الكتب المدرسية، في حين، كان أخذك لورقة بها الأسماء مكتوبة حلا مثاليا لتجاوز المشكل، وبالتالي عدم تحميل الجهات الرسمية وزر المعاناة ^_^

    فيما يخص تعدد المقررات، فقد كان لها إيجابيات كثيرة، على الرغم من بعض مساوئها.. فقد أظهرت بعض المنهجيات (المتمثلة في إصدار معين) نجاعتها، والعكس صحيح (هناك كتب مدرسية لا يربطها بالدراسة إلا الاسم)، ما أعطى صورة واضحة عن المنهجية الأقرب إلى تحقيق نتائج جيدة بالنسبة للطفل المغربي.

    أما بخصوص التساؤل الأخير، فالمتتبع للمستجدات سيدرك أن هناك تحركات إيجابية من طرف المؤسسة الحكومية فقد طرحت مؤخرا إعلانات طلبات عروض بخصوص إعداد دروس (مواد ومستويات مختلفة) على شكل أفلام مصورة أو ملفات فلاش متحركة وغيرها من أجل تدعيم الوسائل التعليمية في إطار برنامج genie 2010، وكأنها رسالة صريحة منها إلى العموم مفادها: إذا كنتم تنتقدونني، فها أنا أفتح للأكفاء منكم إمكانية المشاركة.. فهل من أفكار؟؟؟

    لنحاول أن نطور.. كل حسب مهمته في المجتمع للنهوض بالتربية والتعليم، ولنتوقف عن التذمر والتخبط في نظرية المؤامرة..

    تحياتي

هل لديك تعليق؟

  • هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
  • يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
© 2024 مجلة القراء.
هذا الموقع يستعمل وورد بريس المعرب، تصميم وتركيب دنيا الأمل.