- 2010/08/25
- قصة
- الزيارات: 2٬788
- التعليقات: 3
إلى نؤُمي الضحى… أما آن الأوان….؟؟!!
يد غليظة تهزني بعنف وصراخ يائس يضج في أُذُنَيْ:
موقف تكرر في حياتي المكرورة كثيرا. لا بل يكاد أن يكون الموقف الوحيد الذي حدث لي مذ ولدت. فأنا لا أذكر أني مررت بموقف أخر غيره. حتى أني أصبحتُ وأضحيتُ وأمسيتُ وبتُ مغتاظا منه لدرجة الموت. وأذكر فيما أذكر أني بدأت مشوار حياتي -اقصد سباتي- في معمعة هذا الموقف. فلقد كنت معلقا في الهواء من كعبي. ويد غليظة تصفعني على خاصرتي، وبطني، وصدري، والصراخ يدوي في أذني “هيه…هيا…استيقظ” واذكر أني انفجرت بكاء من الغيظ. فكز الصارخ على أسنانه “بليد” بعد ذلك ألقموني قطعة من الجلد تنز سائلا أبيض فغطست في سبات عميق. لم تبتعد جفناي بعده عن بعضها إلا على ذات الصراخ “هيه…هيا…استيقظ” وأضيف إلى ذلك “ستتأخر عن المدرسة”. في الطريق الى المدرسة تكرر نفس الموقف من سائق عربة يجرها حمار، ومع آذن المدرسة الواقف بالباب ومع التلاميذ، والمدرسين، والمدير، وحتى مراقب الامتحانات في امتحان الشهادة الثانوية.
ها أنا في الثمانين من عمري أرقد على فراش خشن كالمومياء، والجميع من حولي يصرخ بصوت واحد: “هيا…استيقظ ” ثم يضيفون
“أنت لم تعش يوما واحدا حتى تموت……”
أجفاني تصطك على بعضها ويلفني الظلام: سعيدا… مرتاحا… متشفيا بأصحاب الأصوات التي تزكم وزكمت حواسي الخمس طوال حياتي -أقصد سباتي-.
رام الله 01/08/2010
التعليقات: 3
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
شكرا لك أستاذي، محمد حسان، والطفولة رائعة، خاصة في الصباح الباكر
سلمت أيها الأخ الكريم محمد حسان،
تعابيرك متقنة
كن بخير
انا سعيد اني وجدتك هنا …فأنا لا اخفي عليك انني اعشق تعابيرك اللغوية .. ويدهشني احيانا بعض الصور التي ترسمها حروفك واقول : كيف عثر عليها ولم يرها احد قبله