- 2010/11/13
- ثقافة وفنون
- الزيارات: 5٬550
- التعليقات: 3
عصا جحا
استيقظ، وعظامي مكسورة كأني عشت على وقعات الضرب المخزني، في تظاهرة من أجل حق مشروع، وهنا أتذكر ما كانت تقوله إحدى المتظاهرات: تقرأ حتى تسقط أدراسك، وفي الأخير يأتي رجل مخزني بعصاه، ليضربك على رأسك، وهو الذي لا يعرف حتى كيف تكتب العصا؟ لكن لم أكن أستوعب ما كانت تقوله لي حتى رأيت ذلك بأم عيني، كيف يحدث تصادم العصا بجسم الإنسان، وتهرق دمائه باطلا، وعدوانا.
وللعصا تاريخ مجيد وطويل من عصر الرسول موسى عليه السلام، حيت قلنا اضرب بعصاك الحجر، فانفجرت منه اثنا عشر عينا، وثانية حيت صارت ثعبانا كبيرا فكفر السحرة بفرعون الطاغي الجبار، وأنظر أين هو الآن في صندوق من زجاجة شفاف، لمن كان له قلب فليأخذ العبرة، صدق ربي، فأمنوا بصدق الرسالة الربانية.
ومن منا لا يتذكر جحا وعصاه، الذي ترك في الأدب الشعبي، قصة تحكى على مر التاريخ، وعصا جدك وجدي التي يتوكأون عليها، من أجل السير، ولا جرم أن تحملها أنت عند هرمك، وسقوطك على الأرض، طلبا للعون.
وهذه هي قصة العصا منذ الأزل، وهي وسيلة منهم من استعملها للحاجة، وغيرهم من هجروا بني آدم من بلاده، و حبس النملة من المرور إلى وكرها، وعصا المعلم الذي انتزعت منه الروح الإنسانية، ليهوي بها على يد طفل لم يرى ابداع ربه في الكون، أتخيل الآن، وأنا أمسك تلك العصا الخشبية، كيف كانت قلوبهم، وفي قلوبهم أكنة لا يسمعون، ولا يفقهون.
09/11/2010
التعليقات: 3
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
العصا وجدت مذ وجد الانسان.حيثاستعملها بداية في الدفاع عن نفسه ضد أعدائه من لأشكال الحياة المعادية،والصيد،والمشي عندعجزه.ولم أجد في المأثور الشعبي والديني ما يدل على أنها وجدت للضرب أو الجلد.بل فامأثور الشعبي يشبه عصا جحا بسيف دون كيشوت الخشبي لإضفاء جو من الفكاهة على الحكايا.وعصا الزير بلعبة الجواد عند ألأطفال. وهكذا….الأمثلة كثيرة. أما المأثور الديني المأثور الديني يكاد أن ينفي إستعمال العصى في الضرب.فموسى عليه السلام عندما سئل عن عصاه لميقل أؤدب بها أطفالي،وإنما قال:أتوكأعليها،وأهش بها_وليس أضرب_على غنمي.أللهم أجرنا من ألعصا وكافة وسائل الضرب والتعذيب.
جاء في لسان العرب: العَصا: العُودُ، أُنْثَى. وفي التنزيل العزيز: هي عَصايَ أَتَوَكَّأُ عليها.
ورجلٌ لَيِّنُ العصا: رفيقٌ حَسَنُ السياسة لما يَلي، يكْنونُ بذلك عن قِلة الضَّرْب بالعَصا. وضعيفُ العَصا أَي قليلُ الضَّرْب للإبلِ بالعَصا، وذلك مما يُحْمَدُ به، قال ابن الأعرابي: والعربُ تَعيبُ الرِّعاءَ بضَرْبِ الإبلِ لأن ذلك عُنْفٌ بها وقلَّةُ رِفْقٍ. ويقال للقوْم إِذا اسْتُذِلُّوا ما هم إِلاَّ عبيدُ العَصَا؛ قال ابن سيده: وقولهم عبيدُ العَصا أَي يُضْرَبُون بها… انتهى
وفي الحديث أن امرأة خطبها رجل، فجاءت تستشير الرسول عليه السلام فقال لها: أنه لا يدع العصا عن عاتقه: أي يضرب نساءه، فنصحها بعدم الزواج منه.
انه ذكي مواضيعه رائعة اشكروه نيابة عني و قولوا له من بنت بلاده