- 2009/10/23
- أسرة ومجتمع
- الزيارات: 86٬482
- التعليقات: 20
الرسوم المتحركة.. للكبار قبل الصغار
تطورت البرامج الموجهة للطفل بالموازاة مع تطور الإعلام ووسائله ومفهوم الحريات والحقوق… خصوصا مع ظهور القنوات غير الرسمية المتخصصة في مجال الطفولة.
من فوائد هذه القنوات، التي تشتغل أغلبها على مدار اليوم والليلة، أنها أتاحت للطفل فرصة مشاهدة الرسوم المتحركة وغيرها من البرامج التي يهواها في أوقات لم يكن بإمكان طفل الأمس ذلك، أهمها وقت الفطور والاستعداد للذهاب إلى المدرسة(1)، لأن تلك المدة القصيرة كافية لشحن الطفل بطاقة إيجابية هائلة، يستغلها خلال الفترة التي يقضيها في المدرسة.
لكن، مادام المحتوى معدا من طرف راشدين، وإن قدم أحيانا من طرف أطفال، كان لزاما على المربين، وعلى رأسهم الآباء والأمهات وأولياء الأمور، اختيار ما يلائم الأعراف والآداب العامة، ويهذب النفس ولا يربي فيها العنف والعدوانية… (لأن ليس هم كل من أنشأ قناة للأطفال تربية الطفولة، فهناك من يرمي إلى تمرير خطابات إيديولوجية أو سياسية أو ثقافية لا تتناسب مع كل الشرائح عن قصد، وهناك من يعتقد أنه على صواب والآخرون مخطؤون، أو يكون موجها لمجموعة محدودة، فيجتهد ليوصل فكرته لكن ما يقدمه لا يكون دائما ملائما للمتلقي). هذا الاختيار لن يتم إلا إذا تابعوا ما يبث على هذه القنوات، إما لوحدهم أو بمشاركة الأطفال جلسات المشاهدة. الأولى من أجل التأكد من أن المحتوى لائق ومناسب، والثانية لملاحظة انفعالات الصغار وما يثيرهم وما لا يعجبهم فيها. وحتى لا يعتبر البعض أن في كلامي دعوة لتوجيه الطفل وبخسه حقه في اختيار ما يشاهد، أوضح أنه تأطير لهذه الحرية، إذ يمكنني بعد تقييم عدد من الأعمال التي تبث في فترة معينة على قنوات معينة، أن أختار المفيدة منها وأخيره فيما بينها. أما إن كانت الحرية أن نترك الطفل يصول ويجول بين القنوات، خصوصا الغربية منها، والتي لم تسلم الرسوم المتحركة فيها من مشاهد خليعة ولقطات إباحية، فلا أهلا بالحرية ولا سهلا.
كما يمكن الاستعانة ببرامج الأطفال عموما وبالرسوم المتحركة على وجه الخصوص في تربية الطفل، إذ يمكن لوالديه أو مدرسيه… أن يستعملوا الأصوات والعبارات الخاصة التي تستعملها الشخصيات المحبوبة عنده في الحوار، فيسهل التواصل، لأن الطفل يشكل رابطا ذهنيا بين الصوت والشخصية المقلدة، ما يخلق انطباعا إيجابيا عنده ويسهل استقبال المعلومات والنصائح لأن الطفل مستعد لتقبل أية فكرة من بطله الكرتوني. دون أن ننسى دور مشاركة الأطفال فقراتهم التلفزية في تقوية الروابط الأسرية لأن الطفل إلى جانب المتعة، يحس باهتمام المربي به، ما يسمح ببناء علاقة صحيحة بين الطرفين تسمح فيما بعد بالحوار البناء والنقاش المعقلن…
تبقى هذه بعض فوائد الرسوم المتحركة للكبار الذين أتمنى أن يغير أغلبهم نظرته إليها، ويسعدوا بمشاهدتها.
_______________________________________________________
الهوامش:
(1): عن مجلة communication et langage، العدد 75-1988، من مقال la télévision du matin dans le monde لكاتبه Jacques Mousseau، بتصرف.
التعليقات: 20
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
للكبار قبل الصغار، يشادها الكبار ليقدموا الجيد منها للصغار..
لكن ماذا لو شاهدها الكبار لأنفسهم؟
ليست كل الرسوم المتحركة موجهة للصغار فقط ^_^
أعترف: أشاهد بعضها!
أممم، في مكان آخر لا يحتاج الأمر لاعتراف، كون الأمر عادي..
أهلا أخي محمد.
لم أشأ أن أتطرق إلى موضوع مشاهدة الرسوم المتحركة من طرف الكبار من أجل المتعة.
أنا أيضا لا زلت أشاهدها، ليس فقط من أجل ما أسلفت ذكره في الموضوع وإنما أيضا من أجل المتعة، لأنني أحب أحيانا أن أحيي في ذلك الطفل الكامن خلف هذا الكهل ^_^
حتى هنا الأمر عاد ولا يدعو للاعتراف، ومن يخشى البوح بأنه لازال يشاهدها خشية أن يعيره الآخرون عليه أن يراجع نفسه.
دمت على خير أخي محمد، ولك مني التحية
نعم لا بد أن تكون الرسوم المتحركة للكبار قبل الصغار، لا للمشاهدة والتسلية، بل لانتقاء الأفضل الذي يبث للصغار فائدة أو معلومة راقية، ليست خيالية أو تربي العنف أو تزرع بهم أفكار لا تتناسب وقيمنا ومبادئنا وديننا…..
لك التحية أخي خالد؟ ^_^ 84؟
وبارك الله فيك وجزاك خيرا
أهلا أخي سرحان
بخصوص “يبث للصغار فائدة أو معلومة راقية، ليست خيالية أو تربي العنف…”
لا بأس أن تكون الرسوم المتحركة عن أحداث وقصص خيالية مختلقة، المهم أن تحوي معلومات وقيما نريد أن نلقنها لأبنائنا. وهي فرصة أيضا لنعلم الأطفال كيف يطلقون العنان لمخيلاتهم، بحدود طبعا ^_^
شكرا على تواجدك.
لا يجب ان تكون رسوم متحركة للكبار قبل الصغار يجب ان تكون للصغار قبل الكبار
أهلا بصاحب أو صاحبة التعليق.
أعتقد أن 1998 هي سنة ميلادك، وهذا ما دفعك للدفاع عن الصغار في حقهم في الرسوم المتحركة.
وأنا لم أقصد أن يكون أن تكون فئة الكبار هي المستهدفة في هذا المجال بل هم الأطفال أولا وأخيرا ولن يبخسهم أحد هذا الحق. السبق الذي قصدته بكلمة (قبل) أي أن يطلع الكبار على ما يشاهده الصغار ويتأكدوا من موافقة ذلك للقيم والأخلاق ونوع التربية التي يسعون إلى تلقينها لأبنائهم.
أتمنى أن ردي قد أزال اللبس، وإلا فأتمنى التوضيح أكثر.
ولك مني التحية
طاب يومك اخي خالد .
بصراحة انني أحب الرسوم حتى و ان كان عمري 21 سنة .فمنذ صغري اشاهد *سوبر مان*زورو*ريمي*طرزان *ماوكلي *…….والائحة طويلة .
هذا يعني أنها تعطي انا معلومات راقية و خيالية و حتي علمية و عملية … وتنفعنا في حياتنا اليومية .
اما ميما يخص اللغة فاننا قد تعلمنا منها الكثير و الكثير وهذا لا يمنعني البتة الى حد الساعة من الجلوس مع اخوتي الصغار و أتفرج معهن .
دمت بخير
مع احترامي
أهلا أختي نورة
كثير منا ينسى (ويتجاهل عمدا أحيانا) أن في داخله طفلا يرفض أن يكبر، وما قلت عن الرسوم المتحركة ودورها هو عين الصواب. أنا أيضا لازلت أشاهد البعض منها وإن اختلفت الغاية بعض الشيء، فإلى جانب التسلية أستغل الفرصة للتعرف على مدى إطلاق العنان للخيال لدى بعض المؤلفين والمنتجين، علني أتمكن يوما من كسر الحواجز التي تربت ونمت على جنبات خيالنا نحن العرب والمسلمون، فصار محدودا للاسف..
يبدو أنني بدأن أخرج عن الموضوع ^_^
شكرا على مرورك الطيب أختي نورة وعلى إضافتك أيضا
ولك مني التحية
شكرا على جوابك اخي خالد
طاب يومك
لايكن ان نعطي شخصا حبوب فتح الشهية ونقول له لاتاكل اذن لايمكن ان ننشترى لاطفالنا دجتل
وانترنت ونطلق لهم العنان فى ذلك ثم ننتظر منهم اخلاقا سوية