لعبة الأوراق الشريرة (الجزء الثاني)

على حد قول والدي: أصبحت رجلا الآن، وبدأت حياتي المالية بالانتعاش وأصبحت أستطيع تحمل عبء مصاريفي التي لا تنتهي، فالحقيقة لقد كنت المسرف الأكبر واستهنت بكل شيء من حولي. كان عملي ينصب على السفر والسفر والذي كنت أعتبره متعة ليس لها حدود.

مازلت أتذكر الفرع الأول الذي بدأت به، الموظفين الذين عملوا معي، وكيف كان العمل يجري هناك. في الأيام الأولى للعمل كنت شديد الجدية وكنت أول من يدخل وآخر من يخرج! لكن الغرور رذيلة ويا لها من رذيلة غيرت طبائعي وجعلتني آخر الواصلين، بالتحديد على الساعة العاشرة، أي توقيت المدير.

كانت إحدى مهامي الأساسية هي تسويق العروض السياحية التي تنهال كالمطر على كل ضيف يأتي لوكالتنا والتي كانت تدفعنا شركات الخطوط الجوية لتسويقها. خطط سياحية، تأشيرات، جوازات سفر، كل ذلك كان جزءً أساسياً من عملنا.

خلال 6 أشهر تعلمت الكثير من الأمور حول هذا المجال من العمل، وأصبحت أميز العرض السياحي الجيد من غيره، وأعرف أسماء شركات الخطوط الجوية وأميز بين الأكثر جودة والأقل في ذلك. لكن متعتي الحقيقة كانت هي السفر بحد ذاته. ويمكن القول أني سافرت لأي مكان قد يخطر ببالك؛ من فرنسا إلى جزر القمر ومن اليابان إلى أمريكا وكل ذلك كان شبه مجاني. خلال أسفاري تعلمت الكثير من الأمور، بعضها كان جيداً وبالطبع بعضها الآخر كان سيئاً.

نبذة عن:

أنس جهاد الدين

أنس جهاد الدين من المغرب، طالب مهتم بالتاريخ والفلسفة والأدب و الفنون.

عدد المقالات المنشورة: 10.

تابع جديد أنس جهاد الدين: الخلاصات

هل لديك تعليق؟

  • هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
  • يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
© 2024 مجلة القراء.
هذا الموقع يستعمل وورد بريس المعرب، تصميم وتركيب دنيا الأمل.