برؤيتي المتواضعة

تكمن خطورة الحوادث وأهميتها في المجمعات التي تكتظ بالأنفس البشرية، وذلك بسب الهلع الذي يصيب الناس عند حدوث حريق أو انفجار أو ما شابه ذلك. وما يزيد من خطورة تلك الحوادث وقوعها في المجمعات التعليمية والمدارس، فعند الحديث عن المجمعات التعليمية والجامعات والحوادث التي تحصل داخلها، يستحضر الذهن الباطن لديه المجمعات والمدارس الموزعة في منطقة مكة المكرمة، ولعل حادثة الحريق الذي حدث في مدرسة البنات والتي لازالت قابعة في ذاكرتي منذ عشرات السنين أكبر دليل على تدني مستوى السلامة في المدارس والمجمعات التعليمية.

نشطت ذاكرتي قبل أيام قليلة في إحدى الكليات في مكة المكرمة، بعد أن ألغي جميع المحاضرات لحدوث التماس كهربائي في إحدى القاعات، فـالحادثة ليست بصدفة ولا خلل حدث خارج عن الإرادة، بل هو مجرد إهمال من قبل المسؤولون في العمادة من خلال إهمالهم لأبسط قواعد السلامة واللامبالاة المعتادة منهم، وعبارتي هذه لا تنقل شيئا جديدا، ولكن نقلة وتصوير لإحدى الوقائع في إحدى الكليات التي أصبح لها عمر في مكة ليس بالقليل أهمل بشكل ملحوظ البنية الداخلية للمباني فأصبحت أسقفها كسحابات تحمل في جعبتها أمطارا تهطل كل يوم في مكان جديد، أما القاعات والممرات أو في المكتبة فقد أصبحنا نحن الطالبات نعيش بجو ماطر في وقت الجو بالخارج يفتقر لهتان بسيط. فعلا الوضع الذي أصبح خارجا عن السيطرة هو توفير مكان صحي ونظيف وآمن للطالبات.

والملفت للنظر والمثير للغرابة في آن واحد أن جميع كلياتنا وجامعاتنا من الخارج توحي بالاهتمام من المسؤولين، ولكن حين تسأل الطالبات سيرددن المثل الشعبي المعروف: (من برا الله الله ومن جوا يعلم الله)، فالكل يعلم بطينة المجتمع الجامعي والأكاديمي الذي لا يحمل أي مسؤولية، وزاد من الطين بله التقصير الذي أصبح يهدد طالبات وطلاب الجامعات والكليات.

السؤال الذي يدور في ذهني: هل المطلوب منا كطالبات وطلاب أن نقف أمام أبواب المسؤولين عن أرواحنا والمسؤولين عن راحتنا ونطالبهم بما هو من حقنا؟ ونطالبهم بأمننا كطلاب في كلياتنا وجامعاتنا؟

إننا لا نطالب مملكتنا التي يشهد لها بالخير في الشعوب الأخرى بقصور ولا كنوز، ولكن نطالب فقط بتوفير بيئة صحية نقصدها كل صباح.

همسة إلى المسؤولين:

ليس على كل طالبة أو طالب أن يكتب وصيته قبل استعداده للذهاب لجامعته أو كليته، بل عليه أن يحمل في ذهنه وفي ملفات أوراقه طموحه وأحلام مستقبله.

نبذة عن:

فرح اللحياني

طالبة في كلية العلوم التطبيقية بقسم كيمياء، لي كتابات على الفيس بوك.

حسابي على الفيسبوك: فرح اللحياني

عدد المقالات المنشورة: 1.

تابع جديد فرح اللحياني: الخلاصات

تعليق واحد

  • بقلم غموض بتاريخ 15 أكتوبر, 2011, 19:47

    للأسف اوضاع سيئة جدا
    من كل قلبي اشكرك على هذا المقال وفعلا جسدت الحال
    وتسلم الانامل التي كتبت وربي يعطيك العافية

هل لديك تعليق؟

  • هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
  • يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
© 2024 مجلة القراء.
هذا الموقع يستعمل وورد بريس المعرب، تصميم وتركيب دنيا الأمل.