- 2009/10/21
- خاطرة
- الزيارات: 4٬743
- التعليقات: 2
إلى مسارٍ مجهول
حين كنتُ صغيرة بدا لي كل شئ سهل الحصول عليه، ابتداءً من الطعام ونهاية بالشراب، لا يوجد شئ صعب، يكبر الطموح دائما بعلو الهمة ومهما علت الهمة أحيانا، فواقعنا يُعطينا صفعة على الوجنتان لنستفيق ونرسم همم واقعية أكثر وضوحاً ودقة.
كنت أحب المواد العلمية والأدبية على السواء، فرسمني أبي طبيبة ورسمتني أمي معلمة ولكن يبقى السؤال:
كيف رسمتُ أنا نفسي؟؟؟
رسمتُ عالمي بضخامة فعزمت أن أسلك الشعبة العلمية وأن أتخصص بالعلوم وأن أكون طبيبة للأطفال، وهكذا كان طموحي طبيبة يا فلانة للأطفال لأنني عانيت من الأطباء الذكور حين كنتُ صغيرة وكنت أُحدث مصارعة في العيادة وقت الكشف للتكشف أمام الطبيب، لذلك قررت أن أكون طبيبة بتاء مربوطة للأطفال.
وما أجمله من حلم بريء ،بقي هذا الحلم حتى سنة 2006 حيث كنتُ بالمغرب وأثناء ذلك في أحد الأيام اصطحبتني جدتي عند بائع الدواجن فرأيت جدتي تشير على هذه الدجاجة وتلك الدجاجة والمنظر غير مألوف عندي أبدا فلطالما أبي كان هو من يحضر الدجاج المجمد أو المبرد من المتجر وبعدها أخذ البائع الدجاجتان وقام بذبحهما فقامت ضجة في الأرض فارتفعت فوق عتبة حتى أشاهد مايحدث في الأسفل، وما إن شاهدت الأرض والدماء حتى انتفضت من مكاني كطفلة تصرخ تريد العودة الى المنزل، وفي يوم آخر حضرت مصارعه دموية في أحد الأحياء فأغمي علي بعدها وبعد الاغماء بدأ التساؤل.
أيمكنني أن أكون طبيبة وأعالج الجروح وأرى الدماء وفتحت عيني ونطقتها بكل جرأة لا أستطيع أن أكون كذلك فأنا أخاف ، واكتشفت بعدها أنني أخاف من المشاهد الدموية ، فشطبت على ذاك الحلم الذي كان طبيبة أطفال وليبقى الا أسبوع حتى أحدد الشعبة التي يجب أن أتجه اليها فقلت في نفسي أريد أن أكون طبيبة ولكن طبيبة علم نفس وعلى إثرها تم اختيار شعبة الآداب.
ربما طموحي الواسع وهمتي الكبيرة دفعتني لذاك الاختيار فمازلت أرى كل شيئ سهل الحصول عليه ،وبما أن علم النفس يتم تدريسه في شعبة الآداب بالمملكة العربية السعودية فقررت اختيار شعبة الاداب من اجل ذاك الحلم (طبيبة نفسية) وما لبثتُ شهر في الشعبة حتى بدأت مضايقات من قبل الطالبات تترصدني فلم أتحمل الوضع أبدا حتى أصبحت عصبية وحادة المزاج، فسألني أبي يوما هل أنت ستكونين طبيبة نفسية لا أظن، فقلتُ في نفسي لماذا؟؟
حتى نطقها أحدهم: أنتِ وحدك يلزمك طبيب نفسي، وتلك العبارة غيرت مصير حياتي، حيث تلك العبارة أثرت بداخلي بشكل كبير وكأن كل شئ بات سرابا.
بيت القصيد يكمل في أحلام الطفولة التي نحلمها، ليس شرطاً أن تكون حقيقية لأننا نرى كل شئ سهل الحصول عليه، فحين أصعد الطائر وأثناء ارتفاعها عن سطع الأرض أصرخ بأن باستطاعتي حمل الطائرات بيدي لأن أثناء ارتفاعي يظهر لي كل شئ صغير، هكذا الهمة ولكن هناك أمور يجب أن نقيسها حتى نتأكد هل نحن أصحاب تلك الأحلام المحاكة أم نحن التابعين لأصحاب فشلوا في تحقيق أحلامهم أو أشخاص يروننا برؤياهم الخاصة كيف سنكون؟؟؟
الطموح سلم لانهاية، والهمم عالية وشامخة شموخ الجبال، ولكن أحيانا بمشهد صغير نكتشف حقيقة أنفسنا ويتغير مسار طريقنا، وأحيانا بعبارة عابرة يتحطم الطموح ويتغير المسار إلى مسار مجهول..
بقلمي: عبير أكوام (21/10/2009)
التعليقات: 2
هل لديك تعليق؟
- هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
- يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
لا أحد يبني أسوارا حول أحلامه وطموحاته، بل الكل يسعى لتحقيقها ويستميت من أجل الوصول إلى آخر المسار رافعا راية النصر وملوحا بها، وتبقى العوائق المحيطة تعيق مسيرنا وتبني حواجز مختلفة في طريقنا.. منا من يتمكن من تجاوزها ومنا من يستحيل عليه ذلك..
رغم أن الكثير من أحلامي (إن لم تكن كلها) بقيت مسجونة خلف تلك الأسوار القدرية إلا أن بداخلي مازال يحيى أمل كبير لتحقيقها رغم أنني أسلك المسار المجهول
رائع جدا ويلامسنا جدا جدا ما كتبتِ يا عبير
ترى إلى أين سيوصلنا ذاك المسار؟؟
كوني بألف خير
من الجميل ان يكون لك طموح تسعى للوصول اليه انا كدالك احب هده المهنة ارجوكي انصحيننني