نيران العشق

من أين أبدا كلماتي المبعثرة؟ و من أين لي بعبقري حسام يشتت ذاكرتي لأستريح؟ أين أجد ترياقا يداوي جروحي الغائرة منذ زمن؟ ألمي يزداد كل يوم وأنت ماضية في عنفوانك المعهود… منذ أن عدت في ذاكرتي فجأة عمتني لهفة لا تنقضي، آذنت عليها بحرب شعواء فخارت قواي من كل شيء فيك، واليوم… اليوم رأيت فيك سرا مغناطيسيا يُذهب الأبصار، أحسست فيك شيئا لا يرى للعيان، وأنت بعيدة عني تذوقت لوعة حب تؤرقني صباح مساء…

يذهلني حينا عطفك المتدفق وجرأتك الأخاذة، ويميتني أحيانا أخرى انسيابك وراء الصداقة الجارفة…

تخيلتك في كل ألوان الطيف ذات يوم… ألبستك ما جادت به مخيلتي من فساتين الحسن والجمال… كل ذلك وأنا أراك من بعيد وأكلمك من بعيد، ولست قادرا على نطق كلمة واحدة تحييني أو تقودني إلى الجحيم…

لعلني أدرك الآن رباطة جأش الفؤاد وأنا أهمس لنفسي باسمك كالمخبول الذي يردد كلمات لا يدريها إلا هو… ولو كان لي قلب عاد لمت من أولى سهام نظراتك…

رأيت يديك يأخذ بها لتعبري الوادي فاشتعلت نيران فؤادي، واستحال كياني إلى جماد…

دققت فيك النظر طويلا فلمحتك ضاحكة ملء الشدقين كأنك تزيدين لناري زيتا لتقوى أو تعدين لي حبل مشنقة لأفنى… فما تراك قلت وما تراك صنعت مع اليد الأخرى…؟؟ أهي الصداقة من جديد أم لعب من ألاعيب النساء دخلت إلى متاهات عقلك اللبيب؟

ليتك تدركين أنني ماض في أثرك وباحث عن أرق مشاعرك أضمك بها وأعلن الانتصار وأسحق كل الأيادي عدا يديك…

أمضي في طريقي هانئا لا ألوي على شيء إلا أنت… أتصالح مع الحياة التي هجرتني يوم دخلت حياتي…

لكنني عن فؤادك غريب يصدني عنوة كأنك لا تملكينه، يوم رأيتك مع اليد الخشنة التي عبرت بك الضفة، تذكرت كل ذكريات الوطن… ذكرى الحماية والاستعمار، ذكرى الثورة والاستقلال… حلت بذهني  كل أشكال الضيم، فهممت أن أرفع يدي إلى السماء أشكوك فتنازلت فورا من دون وعي وعدلت عن القرار…

أتيتني وقد شملني وجوم رهيب: ما بك؟؟ ..فتظاهرت وما علمت شيئا، وبعدها حل علي العذاب… ألم يقولوا إن اللسان قد يؤدي بالمرء إلى النار؟  فها أنذا في العذاب لأنه ليس لدي لسان..

أخشى أن تكوني رفعت عني القلم، فما زال الشوق أشواق وما زلت صامدا في وجه حبك رغم الألم، وإن رأيتني ضاحكا لعوبا ففي القلب معركة لا يخبو أوارها، و قناطير شعر نظمتها عنك وأبت المغادرة…

أبيت أن أستسلم للدغات الحياة لأنني مؤمن أتمسك بالنجاة، أسير في طريقها فأصطدم بك في كل مرة فلا تحفلين بي ولا تبالين، بل تمارسين معي تمثيلية الحلاج وأنت البارعة في المسرح…

أقرأ في ما بين سطور كلامك أشياءً تجهلين أنني أدركها، لكن رغم ذلك علي أن أعترف أنك فتاة غامضة بسبب وضوحك الكبير، فلا أسرار كثيرة لديك ولكنه سر وحيد يذيب الحديد… سر يجعلني أخاطبك بهاته الكلمات الواهنة في كل مرة..

عندما آوي إلى فراشي أكون قد كتبت عنك قصة كتلك التي تنسجينها في مسرحياتك المفضلة، أضع فيها شخصيات كثيرةً حتى لا أكون البطل فيقتلني الهم وقت السحر..

كتبت عنك مئات من الرسائل من دون عنوان.. أكتبها كخواطر لأنام إن أراد النوم أن يأتي… ويرحمني من السهر…

نبذة عن:

ادريس ورزكن

ادريس ورزكن: من مواليد اكتوبر 1987 بعمالة طاطا جنوب المغرب. طالب بالسنة الثالثة بجامعة ابن زهر و متدرب بشعبة الالكتروميكانيك - اكادير . هوايتي المطالعة وكرة القدم.

عدد المقالات المنشورة: 18.

تابع جديد ادريس ورزكن: الخلاصات

التعليقات: 5

  • بقلم كميت بتاريخ 22 نوفمبر, 2011, 12:40

    أخي، صدقني إن هذه الخاطرة التي تتحدث عنها كأنني أنا، كأنني أنا بطل هذه الخاطرة.
    روعة يا من تتحفنا دوما” بأروع المقالات.
    أنا أتابع لكن بصمت.
    شكرا” جزيلا” لك.

  • بقلم إدريس ورزكن بتاريخ 15 ديسمبر, 2011, 16:01

    يا لروعة الصدفة أن أكون متحدثا باسم أكثر من شخص و أكثر من فؤاد….
    راقني تعليقك كثيرا أخي “كميت” و أشكر لك متابعتك … طاب يومك.

  • بقلم وردة بدون اسم بتاريخ 18 مارس, 2012, 22:25

    والله يا اخي ابدعت وهزمت الابداع
    لن اقول لك اني بطلة الحكاية
    لكن احساس صادق جعلني ادرك انه لو كان
    الحلم حقيقة فانا بقلب الكلام
    اتمنى لك مزيد من التفوق

  • بقلم قام الاسى لحضوري بتاريخ 24 يونيو, 2012, 14:05

    موضوع جميل
    لمحت الليل في عينيه المغمضتين
    لمحت الحب والامل في قلبه لي معتذرين
    ورايت في عينيهما نظرات عاشقين
    فاهتز فؤادي وما نطق بغير كلمتين
    حبك اين؟

  • بقلم إدريس ورزكن بتاريخ 17 ديسمبر, 2012, 16:16

    شكرا لكم جميعا يا محبي الكلمة الجميلة و العذبة، في كثير من الأحيان يربك تشجيعكم أناملي … شكرا يا وردة و هنيئا لك أنت الذي ( أو التي ) قام الأسى بحضوره….

هل لديك تعليق؟

  • هل تريد صورة مصغرة بجانب تعليقك؟ يمكنك ذلك من خلال التسجيل في خدمة Gravatar. كما يمكنك الاستئناس بهذا الشرح.
  • يرجى التعليق باللغة العربية الفصحى، وباسم مكتوب بأحرف عربية.
© 2024 مجلة القراء.
هذا الموقع يستعمل وورد بريس المعرب، تصميم وتركيب دنيا الأمل.